عرفات قادوس.. ضحية جديدة على "جدار الموت"

عرفات قادوس.. ضحية جديدة على "جدار الموت"

في السادسة من مساء السبت الماضي، غادر المواطن عرفات قادوس (53 عامًا) منزله في قرية عراق بورين جنوب نابلس، متوجهًا إلى بلدة الرام قرب القدس، محاولًا تجاوز جدار الفصل العنصري، سعيًا للبحث عن لقمة العيش داخل أراضي عام 48.
بحلول الحادية عشرة ليلًا، جاء الخبر الثقيل على عائلته: "عرفات وقع عن الجدار". كانت التفاصيل غامضة، وعاشت عائلته ساعات عصيبة من الانتظار والقلق، حائرةً على مصيره لأكثر من ساعتين، تتخبط بين الأمل والخوف، قبل أن يأتي نبأ الفاجعة عند الواحدة بعد منتصف الليل مؤكِّدًا استشهاده.

قادوس، الرجل الخلوق المحبوب بين أهالي قريته، كان كغيره من أبناء الضفة الغربية ممَّن تحاصرهم البطالة وتخنقهم الظروف الاقتصادية الصعبة، بعد توقفهم عن العمل داخل الخط الأخضر منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. لكنه، تحت ضغط الحاجة، عاد ليخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر.

بحزن عميق، قال قصي قادوس، شقيق الشهيد عرفات، لـ"وفا" أثناء موكب التشييع:
"
عرفات كان أبًا لأربعة شبان وابنة، ولأن البطالة تحاصر الجميع، خرج بحثًا عن لقمة العيش فصرعه جدار الموت".

وأضاف قصي أن الظروف الاقتصادية الصعبة، والحصار، والتجويع الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الفلسطينيين، إضافة إلى تعطل شقيقه وأبنائه عن العمل، أجبرته على التوجه إلى ممرات الموت عبر جدار الفصل العنصري، أملًا في مواجهة الواقع الاقتصادي الصعب.

استشهاد قادوس ليس حادثة فردية، بل جزء من مسلسل طويل من نزيف العمال الفلسطينيين الذين يدفعون أرواحهم ثمنًا للبحث عن العمل، إما بالسقوط عن جدار الفصل العنصري أو برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.